ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻤﻌﻮﺍ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺑﺴﺎﻋﺔ ﻟﻴﺬﻫﺒﻮﺍ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻳﺼﻠﻮﺍ ﻭﻳﺘﻬﺠﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﺍﻥ ﺍﻟﻔﺠﺮ .
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺗﺄﺧﺮ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺇﻻ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ , ﻭﻟﻤﺎ ﻭﺻﻠﻬﻢ ﻭﺭﻛﺒﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺇﺫﺍ ﺑﻬﻢ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺗﻤﺮ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻢ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻨﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺻﻮﺕ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ , ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻫﺪﺍﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ. ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﺭﻉ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﺆﺷﺮﻭﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻷﻧﻮﺍﺭ , ﻓﻈﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﺤﺪﻭﻧﻪ ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻀﺎﺭﺑﺘﻪ ﻓﺘﻮﻗﻒ ﻭﺗﻮﻗﻔﻮﺍ ﻭﻧﺰﻝ ﻭﻫﻮ ﻏﻀﺒﺎﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﺿﺨﻢ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻀﺎﺭﺑﻮﻥ ؟
ﻓﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺠﺒﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭﺑﺔ ﻻ ﻳﺴﻠﻢ !!
ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻀﺎﺭﺏ؟؟
ﻓﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ
ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺃﺧﻮﻧﺎ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺳﺎﻋﺔ ﺃﻧﺖ ؟ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﺤﺮ , ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﺰﻭﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﺔ ﻓﻼ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻋﺒﺪﺍ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺇﻻ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺳﺄﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺇﻳﺎﻩ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﺎ !!
ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ ؟
ﻗﺎﻝ ﺃﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﻟﻜﻢ ﺃﻧﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮﻧﻲ
ﺃﻧﺎ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﺨﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﻟﻲ ...
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻘﻨﻂ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﺬﻛﺮﻭﻧﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺣﻴﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﻨﻔﺠﺮ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻭﻫﻞ ﻳﻘﺒﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻼ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺫﻧﺐ ﻟﻢ ﺃﻋﺼﻪ ﺑﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺳﻜﺮﺍﻥ ﻓﻬﻞ ﻳﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﻲ ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻧﻌﻢ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗﺠﺐ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ
ﻗﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻓﺪﻟﻮﻧﻲ ﻛﻴﻒ!!
ﻓﺄﺧﺬﻭﻩ ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﺩﺍﺭ ﻟﻬﻢ ﻭﺟﻌﻠﻮﻩ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﻭﻳﻠﺒﺲ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﺘﻄﻴﺐ.
ﺛﻢ ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﺻﻼﺓ ﺃﺻﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ
ﺛﻢ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﻗﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻻ ﺗﻘﻨﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺍﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ " ﺍﻟﺰﻣﺮ:53 .
ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺤﺴﺎﻥ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﻨﺘﺤﺐ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﺳﺘﻤﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺃﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮﺕ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ .
ﺣﺘﻰ ﺳﻠﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻗﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﻬﻨﺌﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ .
ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ ﺃﻳﻦ ﺃﻫﻠﻚ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﺏ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﻧﻠﺤﻖ ﺑﻪ .
ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﺭﺃﻭﺍ ﺷﻴﺨﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻳﺘﻬﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﻘﺎ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﺣﺴﺎﻥ ﻭﻣﻌﺎﻭﻧﺘﻪ ﻟﻪ , ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺴﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺃﺑﻲ
ﻓﺘﻮﻗﻔﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻧﺰﻟﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻣﻌﻨﺎ ﺃﺑﻨﻚ ﺣﺴﺎﻥ
ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺃﺳﻢ ﺣﺴﺎﻥ ﻗﺎﻝ : ﺁﺁﺁﺁﻩ ﻳﺎ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺮﻕ ﻭﺟﻬﻚ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻳﺎ ﺣﺴﺎﻥ
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻓﺎﻧﻪ ﺗﺎﺏ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﺎﻫﻮ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻜﻢ ﺃﻻﻥ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻳﺴﻘﻂ ﺣﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻓﺴﺎﻣﺤﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺃﻣﻪ ﺑﺘﻮﺑﺘﻪ ﻓﺎﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﻭﺳﺎﻣﺤﺘﻪ.
ﻭﻣﻀﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺣﺴﺎﻥ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﺣﺎﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﺮﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﺃﺫﻧﺐ ﺫﻧﻮﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﻔﺮ ﻋﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻲ ﺑﺎﻥ ﺃﺑﺬﻝ ﻛﻞ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺩﻣﻲ ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻮﻩ ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ : ﻳﺎ ﺣﺴﺎﻥ ﻧﺤﻦ ﻧﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﺃﻋﺎﺩﻙ ﻟﻨﺎ ﻣﻬﺘﺪﻳﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ؟؟ ﻓﺄﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﺃﻣﻚ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻮﺍﻓﻖ
ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻳﺎ ﺣﺴﺎﻥ ﻧﺤﻦ ﻧﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺭﺩﻙ ﻟﻨﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ؟؟ ﻓﺄﻟﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ :ﺃﻭﺍﻓﻖ ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ!!!
ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺣﺴﺎﻥ ﻳﺘﺪﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺑﺮﻉ ﻓﻴﻪ ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺻﻄﺤﺎﺑﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭ ﺣﺴﺎﻥ ﻳﻜﺮ ﻭﻳﻔﺮ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺣﺎﺻﺮﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭ ﺷﺪﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﻘﺼﻔﻮﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﺗﺮﻛﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺣﺴﺎﻥ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺿﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﻘﺬﻳﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻠﻪ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﺎﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻠﻤﺎ ﻫﺪﺃ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺗﻴﻨﺎﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻳﻨﺰﻑ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﺴﺮﺕ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ:ﺣﺴﺎﻥ .. ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﻜﺘﻮﺍ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺳﻤﻊ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻳﻨﺎﺩﻳﻨﻨﻲ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺛﻢ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ﻭﻓﺎﺿﺖ ﺭﻭﺣﻪ......
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻢ ﺗﺨﻠﻖ ﺇﻻ ﻟﻪ ﻟﻘﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻭﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ