New
تختلف النظم الحزبية باختلاف شكل النظام السياسي ، والمعروف أن هناك ثلاثة
أشكال رئيسية من النظم السياسية ، هي النظام الديمقراطي ، والنظام الشمولي
، والنظام التسلطي. وهناك عدة تصنيفات للنظم الحزبية، لكن أكثرها شيوعاً
هي النظم الحزبية التنافسية والنظم الحزبية اللاتنافسية.
أ - النظم الحزبية التنافسية
تشتمل النظم الحزبية التنافسية على ثلاثة أنواع هي نظم التعددية الحزبية ، ونظام الحزبين ، ونظام الحزب المهيمن :
1-نظام التعدد الحزبي : ويتسم هذا النظام بوجود عدة أحزاب متفاوتة في
تأثيرها ، مما يؤدي إلى استقطاب حزبي ينعكس على الرأي العام (حالة
إيطاليا- إسرائيل – ألمانيا – بلجيكا – هولندا – النرويج – الدانمرك ) .
2-نظام الحزبين الكبيرين : تبرز الولايات المتحدة الأمريكية
وبريطانيا كنموذجين بارزين ضمن هذا التصنيف . وفي هذا النظام يوجد عدد كبير
من الأحزاب ، لكن به حزبان كبيران يتبادلان موقع السلطة في النظام
السياسي ، ويوجد قدر كبير من التنافس بين الحزبين للحصول على الأغلبية .
3-نظام الحزب المهيمن : وفي هذا النظام توجد أحزاب سياسية كثيرة،
وهي أحزاب منافسه للحزب الغالب أو المهيمن أو المسيطر ، لكن منافستها له هي
منافسة نظرية . ويعتبر هذا النموذج من النماذج الأساسية للأحزاب السياسية
في النظم التعددية في البلدان النامية ، وإن ظهر في دول ديمقراطية –بغض
النظر عن درجة نموها الاقتصادي- مثل اليابان والهند عقب الحرب العالمية
الثانية وفي سبعينات القرن الماضي.
ولعل الإشكالية الرئيسية التي تقابل أي قائم بدراسة حزب من أحزاب الحكم في
نظام الحزب المهيمن ، هي كيفية دراسة حزب الدولة المندمج وظيفياً
وإيديولوجياً ونخبوياً فيها ، دون الانزلاق لدراسة الدولة ، أو دراسة
الحكومة .
ب - النظم الحزبية اللا تنافسية
يتصف النظام الحزبي باللاتنافسية مع
انتفاء أي منافسة ولو نظرية بين أحزاب سياسية ، إما لوجود حزب واحد ، أو
لوجود حزب واحد إلى جانب أحزاب شكلية تخضع لقيادته في إطار " جبهة وطنية "
ليس مسموحا لأي منها بالاستبدال عنها . وقد اكتسب تصنيف الحزب الواحد
أهميته منذ الثورة البلشفية في روسيا عام 1917 ، حيث أقامت تلك الثورة
حزباً ملهماً للعمال ليس فقط في الاتحاد السوفيتي بل في كل ربوع أوروبا
الشرقية فيما بعد . ورغم أن هذا المفهوم سار في تلك البلدان في مواجهة
الأحزاب الرأسمالية ، إلا أنه ظهر في بلدان العالم الثالث كمفهوم موحد
لفئات المجتمع المختلفة ، وبهدف الحد من الصراع الاجتماعي . وقد أصبح
الحزب الواحد هو الظاهرة الكاسحة للنظم الحزبية التي نشأت في أفريقيا عقب
استقلال دولها ، كحزب قائم بغرض الدمج الجماهيري . وعلى هذا الأساس يصنف
البعض نظام الحزب الواحد إلى الحزب الواحد الشمولي ، الذي غالباً ما يكون
إيديولوجياً (شيوعي أو فاشي مثلاً) ، والحزب الواحد المتسلط الذي لا يدلهم
عن أيديولوجية شاملة .